aratn

Just another WordPress.com site

عـــــــــواشــــركم مـــبـــــروكـــــــة… أكتوبر 5, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 12:02 م

عيد الأضحى هو المناسبة الوحيدة التي تستطيع أن تجمع شمل العائلات المغربية بدون استثناء ، لذلك يمكن تشبيه هذا العيد الجميل بمغناطيس ضخم يجذب الناس إلى أحضان عائلاتهم أينما كانوا .
شباب القرى النائية الذين أرغمتهم الظروف على الهجرة إلى المدن الكبرى من أجل البحث عن لقمة العيش سيحزمون حقائبهم ويعودون إلى قراهم الصغيرة التي ترعرعوا فيها ، ليقضوا أياما قليلة بين أحضان عائلاتهم بعد عام كامل من الغربة داخل الوطن ….

حوانيت البقالة والمحلبات والمقاهي التي تعطي تميزا خاصا للأحياء الشعبية المغربية ستغلق أبوابها لتتحول المدن الكبرى التي كانت تعج بالحركة إلى مجرد فضاءات ساكنة تنتصب فيها العمارات مثل أشباح ضخمة بلا روح . المدن بدون ضجيج عمالها لا تحلو فيها الحياة .
وعندما تخرج في العشية وتجد أبواب الحوانيت الصغيرة مقفلة ينتابك إحساس عارم بالكآبة

ملايين من الأضاحي سيتم نحرها أمام نظرات الأطفال المليئة بالفرحة والسعادة ، سيكون ذلك مناسبة جديد يتجدد فيها اللقاء بين أسنان ألاف الفقراء مع اللحم بعد عام كامل من الحرمان .
وعندما نفرح بشكل جماعي لا يجب أن ينسينا ذلك أن هناك وجوها بريئة يكسوها الحزن بلونه الأسود في يوم العيد ، ألاف من العجائز والأيتام الصغار عندما نقضم نحن القضبان التي تصطف فيها قطع اللحم يقضمون هم أطراف أصابعهم متأملين المستقبل البعيد بعيون شاردة داخل الخيريات وملاجيء الأيتام ، هؤلاء الأطفال والعجائز الحزينون يجب علينا أن نلتفت إليهم جميعا في مثل هذه المناسبات الجميلة كي تكون الفرحة شاملة ، على الأقل يوم العيد .
لكل هؤلاء ، ولكم أيها الأصدقاء الأعزاء ، ولكل المسلمين أينما كانوا ، أتمنى عيدا مباركا مليئا طيلة أيامه بالسعادة المطلقة ، وكل عام ، وكل شهر ، وكل يوم ، وكل ساعة ، وكل دقيقة وأنتم بألف خير وسلام …

بوتحنوت اغرم بريس

05/10/2012 الساعة 23.30 ليلاnull[url=http://www.0zz0.com][img]http://www11.0zz0.com/2012/10/05/12/208748715.jpg[/img][/url]

 

جمعـــــــــــة مـــبـــــــاركــــــة. للجــــمـــيـــع… سبتمبر 21, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 12:21 م

جمعة مباركة…. للجميع…

رحم الله الأولون الذين كانوا يحتفلون بيوم الجمعة كما يحتفلون بأحد العيدين، يلبسون فيه أفضل ثيابهم (الفوقية أو الجلابية والفرجية البيضاء) ويتطيبون بأطيب روائحهم وعطورهم، ويتزاورون فيما بينهم ويصلون أرحامهم خلاله… ومنهم من كان يقوم ليلة الجمعة تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبصحابته الكرام…

لا زلت أذكر أيام كنت طالبا (امحضار..) في مسجد دوارنا وأنا صبي لم أبلغ بعد، كنا -أنا وبقية رفاقي- نحب يوم الجمعة وننتظره بشوق… فقط لأننا نرتاح فيه من هراوة الفقيه ومن الفياق على النبوري…

بيت القصيد هنا هو يوم الجمعة.

لماذا نتطهر ونتزين فقط يوم الجمعة ، ونبقى مدنسين طيلة الأسبوع؟

لماذا نلبس الفوقيات والطاقيات والبلغات البيضاء يوم الجمعة، بل وقت صلاة الجمعة فقط، ونخلعها في باقي الأيام؟

لماذا نتصدق على الفقراء فقط يوم الجمعة، وننهرهم في الأيام الأخر ؟

لماذا ترق قلوبنا يوم الجمعة فقط، وتقسو طيلة الأيام الأخرى؟

ثم لماذا تمتلأ المساجد بالمصلين وقت صلاة الجمعة، وتظل خاوية تُصفر في باقي الأوقات؟

وكأننا نُسلم يوم الجمعة فقط… ونكفر في باقي الايام الله احفظ.

هناك ظاهرة أخرى، ستكتشفونها بعد رؤيتكم لهذه الصورة…

دائما، بعد عودتي من صلاة الجمعة، أفتح الحانوتة.. بعد دقائق أجد محطوطا على الكنطوار : طبسيلا أو أكثر من الكسكس….

فيـــــــا ليت كل أيــــامــنــا جـــــمـــــعـــــــــة!!

هـيههههه مهلا !! لاتذهبوا بعيدا فأنا لم أقصد الكسكس، فبيني وبينكم ما عــنــديـــــــــش مـــــــعــــــــــاه…

بوتحنوت…

فاس في 21/09/2012
null[url=http://www.0zz0.com][img]http://www4.0zz0.com/2012/09/21/12/670710357.jpg[/img][/url]

 

المعلم بريك مريض مسكين…. سبتمبر 6, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 6:44 م

قبل أسبوعين ، قام المعلم بريك بإفراغ شاحنة كبيرة محملة بالمواد الغدائية داخل مرآب الهري الذي يشتغل فيه ، الدراري اصحابو اللي خدامين معاه حتى واحد فيهوم ما كانش حاضر ، كلهم مشاو للبلاد بمناسبة عيد الفطر ، وبقا هو بوحدو استجابة لأمر الباطرون ، الناس كلها مشات تعيد مع العائلة والأحباب وهو معيد مع الخناشي ديال الطحين والكراطن ديال السكر والخناشي ديال السانيدة!

عندما أنهى المعلم بريك عمله ذلك اليوم ، أحس بآلام فظيعة أسفل ظهره ، ولأنه كان متعبا للغاية فقد نام دون أن يأخذ المسألة على محمل الجد . عندما استيقظ في الصباح وجد صعوبة شديدة في القيام من الفراش ، وستزداد الصعوبة شدة عندما دخل إلى المرحاض ، حيث لم يستطع الجلوس إلا بمشقة بالغة ، لأن ظهره لم يعد ينحني بشكل سهل . يالها من كارثة…
المعلم بريك أصبح الآن مثل عجوز في التانية والثمانين من العمر ، عندما يريد أن يأخذ شيئا من على الأرض يثني ركبتيه ولا ينحني بشكل عادي ، حتى أنه أصبح يجد صعوبة شديدة في القيام من الركوع عندما يصلي . المصيبة الكبرى أن رجله اليسرى أصبحت بدورها تؤلمه بحدة ، الحريق كايهبط معاها من الفخد إلى أسفل القدم . الناس كالو ليه عاوتاني هاداك ما يكون غير بوزلوم أو ” السياتيك ” كما يسميه الأطباء بالفرنسية . المعلم بريك . لم يعد يساوره أي شك في كونه مصابا بالسياتيك ، لأنه يطلع بين فينة وأخرى على ملاحق الصحة في الجرائد ومواقع الإنترنت ، وأصبحت لديه ثقافة لا بأس بها في ما يتعلق بالصحة العامة…

أمام باب العيادة توقف المعلم بريك يتأمل في تلك اللوحتين النحاسيتين المثبتتين بجانب الباب ، واحدة مكتوبة باللغة العربية والأخرى بالفرنسية ، مضمونهما واحد . “الدكتور فلان …اختصاصي في جراحة الدماغ والعمود الفقري ، خريج كلية الطب ب بانغلاديش ، وطبيب سابق في المستشفى الجامعي بمدينة غزة الفلسطينية ، ورئيس مصلحة سابق بمستشفى ابن سينا بالرباط ” . إيوا … ومن بعد ؟
المهم أن المعلم بريك دخل عند الطبيب بعد مدة طويلة من الانتظار الممل ، ليس بسبب اكتظاظ العيادة بالمرضى ، بل لأن سعادة الطبيب ما جاش حتى قربات الحداش ، و المعلم بريك كان فالعيادة مع التمنيا ونص …
بعد طول الانتظار أخبره الدكتور أن تسعين في المائة من الحالات يتم علاجها عن طريق الأدوية ، ثم مد له الوصفة وطلب منه أن يعود بعد أسبوعين .
في طريقه إلى الصيدلية كان بال المعلم بريك مشغولا فقط بالمبلغ المالي الذي سيدفعه مقابل الدواء ، وبحال يلا علمو الله طلعات القضية غالية بزاف . سي صون سايكونط ديغام . هادشي اللي لقا مول الفرمصيان فالمجموع ، يعني تلطاش ألف ريال . يلا زدنا ليها ميتاين درهم ديال الطبيب كاتعطينا سبعطاش ألف ريال ، أي أكثر من نصف الأجرة التي يقبضهاالمعلم بريك بعد ثلاثين يوما من العمل الشاق داخل الهري . وا مصيبة كحلة هادي !

في فاس 06/09/2012 علي الورقيnull[url=http://www.0zz0.com][img]http://www13.0zz0.com/2012/09/06/18/986049605.jpg[/img][/url]

 

المعلم بريك ومولاي المحفوظ الباطرون.(2.) سبتمبر 4, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 1:50 م

انتفض المعلم بريك من مكانه مثل ثور هائج ، وتوجه نحو مولاي المحفوض برأس مرفوع وعينين تعلوهما حمرة الغضب القانية ، بينما شبك أصابع يديه خلف ظهره حتى لا تنفلتا ويرتكب بهما حماقة هو في غنى عنها ، وبدأت الكلمات الحارقة تتدفق من فمه مثل حمم بركانية ملتهبة . مولاي المحفوظ سمع من فم بوسلام ما لم يكن يعتقد أن يسمعه في يوم من الأيام . قال له بنبرة حادة :

– إنك لا تملك ولو ذرة واحدة من الإنسانية ، وإلا فلماذا تستغلني رفقة العمال الذين يشتغلون هنا بهذه الطريقة البشعة ؟

واتهمه بكونه من تسبب له في مرض السياتيك الذي حول ظهره إلى بؤرة من الالتهابات الحادة التي لا تنتهي منذ يوم أمره بإفراغ محتوى تلك الشاحنة الضخمة من السكر الثقيلة . وقال له أشياء كثيرة ، ثم تنهد بعمق وهم بالانصراف ، وما أن خطا أربع خطوات حتى انتفض مولاي المحفوظ بدوره وأرسل له سهما حارقا . قال له بصوت متهكم :

– كن متيقنا أنك لن تجد طيلة حياتك من يصنع في حقك معروفا كذلك الذي صنعته فيك يوم قبلت أن أشغلك في متجري ، فلولاي لكنت الآن متشردا تقضي ساعات النهار الطويلة في التسكع بين الحارات والشوارع ، وفي الليل تنام تحت سواري المدينة جنبا إلى جنب مع القطط المشردة والكلاب الضالة !

ما أن سمع المعلم بريك هذه الجملة حتى ارتفعت درجة حرارة الثورة التي تغلي في صدره بشكل مهول ، فالتفت نحو مولاي المحفوظ لفتة خاطفة مثل النسر ، وتراجع أربع خطوات إلى الوراء حتى وقف وجها لوجه معه ، وألقى عليه قنبلة مدوية جعلت فرائص هذا الأخير ترتعد بشكل لم يسبق لها أن كانت عليه يوما ، قال له بصوت مزلزل :

– يجب عليك أن تعترف أن المعروف الوحيد الذي صنعته في حقي هو أنك قمت باستغلالي طيلة أربع سنوات خير استغلال ، أشتغل من طلوع الشمس إلى غروبها طيلة أيام الأسبوع مثل حصان الناعورة ، وليس لدي ضمان اجتماعي ولا أي ضمان آخر ، وحتى المرتب الشهري الذي تعطيني إياه بعد أن يكون الشهر قد فات بأيام كثيرة لا يصل حتى إلى الحد الأدنى للأجور ، فعن أي معروف تتحدث يا رجل ؟! والآن حان الوقت كي تدفع ثمن كل الجرائم التي اقترفتها في حقي وفي حق العمال الآخرين طيلة كل هذه السنوات الطويلة ، لدي شهود على أتم الاستعداد للشهادة لصالحي ضدك ، بل إنني أعرف مفتشا للشغل على أتم الاستعداد بدوره للوقوف في صفي حتى أسترد كل حقوقي التي هضمتها مثل حيوان بلا أحاسيس ، وعندما تصل القضية أمام المحكمة فإني لن أقبل بأقل من عشرة ملايين كتعويض ! لقد حاولت طيلة كل هذه السنوات الطويلة التي قضيتها هنا أن أتحمل حماقاتك ، والآن أجد نفسي مضطرا لإظهار وجهي الآخر الذي طالما حاولت إخفاءه . سوف تدفع الثمن باهظا أيها الرجل ، أجل سوف تدفع الثمن باهظا جدا ، حتى أنك ستندم على اليوم الذي عرفتني فيه ! آويلي …القضية ولات بحال شي مسلسل مكسيكي مشوق .

حينها تغير لون وجه مولاي المحفوظ، وبدأ يتوسل إلى المعلم بريك ألا ينفذ تهديده ، واعدا إياه بزيادة محترمة في مرتبه الشهري ، إضافة إلى امتيازات أخرى .

المعلم بريك شعر بسرور عارم يغمره من أخمص قدميه إلى آخر شعرة في رأسه وهو يسمع مولاي المحفوظ يستعطفه بصوت يقترب من البكاء ، هو لا يحب أن يرى خصومه في مثل هذه الحالة المزرية ، لكن بما أن مولاي المحفوظ هو الذي بدأ بالعار فلا بأس أن يدفع ثمن ذلك . المعلم بريك استطاع أن ينتصر بدهائه الكبير . هو لا يعرف أي مفتش للشغل ، بل إنه يتخذ دائما مسافة فاصلة بينه وبين كل الذين يشتغلون مع المخزن ، لأنه لا يرى فيهم سوى مجرد مرتشين يأكلون الحرام، دون أن تؤنبهم ضمائرهم الميتة أصلا ، وليس هناك ولا شاهد واحد على استعداد للشهادة لصالحه …

ثم توجه إلى غرفته الضيقة التي يكتريها في الحي الشعبي، وهو يردد في نفسه ذلك البيت الرائع الذي قاله الشاعر الكبير مولاي علي شوهاد ذات زمان :
يوف يان اصبرن اتمارا اركيخ ازريتنت يان اور ايرين اداس صبرن اركّيس ايتداوام….

[url=http://www.0zz0.com][img]https://i0.wp.com/www9.0zz0.com/2012/09/04/13/869171169.jpg[/img][/url]علي الورقي فاس في 04/09/2012

 

المعلم بريك… و مولاي المحفوظ الباطرون… (1) سبتمبر 1, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 8:19 ص

[url=http://www.0zz0.com][img]https://i0.wp.com/www14.0zz0.com/2012/09/01/08/967898492.jpg[/img][/url]كاد “المحفوظ” الباطرون أن يطرده من العمل بداية هذا الأسبوع لولا الألطاف الإلهية . يا لها من حياة بلا كرامة ! سعادة الباطرون ، أو مولاي المحفوظ كما يناديه العمال ، كلف “المعلم بريك” بنقل أكياس من الدقيق والسكر حتى لا تبتل بقطرات المطر التي بدأت تتهاطل على المدينة ، ولما أخبره “المعلم بريك” أنه لا يستطيع القيام بذلك بسبب معاناته الشديدة مع بوزلوم الذي استفحل بشدة مع انقطاعه عن الدواء ، رماه بنظرة ساخطة ، وقال له بصوت تكتنفه السخرية الحارقة
– واش باقي كاتدير هنا ؟ يلا كنت مريض أولدي وما بقيتيش قاد عالخدمة سير لبلاد ونعس على جنب الراحة ، را عطا الله اللي يخدم بلاصتك

ثم سحبه من يده اليسرى إلى غاية الحجرة الضيقة التي يتخذ منها مكتبا في أقصى “الهري” ، وسلمه أجرة سبعة أيام المتبقية في ذمته ، وطلب منه بإلحاح شديد أن يغرب عن وجهه مع غروب شمس ذلك اليوم ! آويلي … واش بنادم ولا رخيص فالمغرب حتى لهاد الدرجة ؟
المعلم بريك نشف فمه من الريق ، في دواخله يسمع صوتا هامسا يطالبه بالانقضاض على مولاي المحفوظ وإغراق رأسه وسط كيس الفصوليا البيضاء الذي كان بالقرب منهما ، انتقاما لكرامته التي لم يسبق لأحد أن أهانها بهذا الشكل المخزي ، لكنه يفكر في النتائج الكارثية التي سيحصدها إن هو فعل ذلك ، وأقلها أن يقضي مدة محترمة داخل زنزانة باردة في السجن المحلي الذي يوجد في مدخل المدينة بجانب اللصوص والمجرمين وقطاع الطرق . اللهم الواحد يصبر للحكرة ولا
يمشي للحبس

ثم سمع صوتا آخر يناديه من الأعماق بالاعتذار لمولاي المحفوظ وتقبيل يده اليمنى حتى لا يطرده من العمل ، كما يفعل العمال الآخرون كلما أحسوا بخطر الطرد يقترب منهم ، فمن الصعب جدا بل من المستحيل أن يعثر على فرصة عمل جديدة ، خصوصا وأن سوق التشغيل مع قدوم حكومة السيد عبد الاله بن كيران يعرف أزمة خانقة يعتبر فيها العثور على فرصة عمل واحدا من المستحيلات السبع . ولكن لا ! عزته وكبرياؤه لا يسمحان له أبدا بالانحناء على يد أحد لتقبيلها ، ولو تعلق الأمر بيد ملك البلاد شخصيا! فكيف له أن ينحني على يد مولاي المحفوظ الخشنة لتقبيلها . لو ارتكب خطأ لاعتذر وطلب المسامحة والعفو بلا تحفظ ، وبما أن خطأه الوحيد هو أنه لم يستطع حمل أكياس الدقيق والسكر الثقيلة بسبب الآلام العاصفة التي تجتاح ظهره بلا رحمة فلا يجدر به أن يعتذر . وإذا أردنا أن نتحدث بالمعقول فإن مولاي المحفوظ هو الذي يجب أن يعتذر في هذه الحالة ، فلو كنا في بلد يحترم حقوق وكرامة مواطنيه لكان “المعلم بريك” الآن يرقد على سرير نظيف داخل مصحة الضمان الاجتماعي ، عوض أن يقف وهو يتأمل رب العمل الذي يشتغل لديه يمرغ كرامته في الوحل داخل متجره البئيس . رأس المعلم بريك ليس صلبا ، وشخصيته ليست عنيدة ، كل من يعرفه يكن له الحب الكبير والتقدير والاحترام نظرا لتواضعه الشديد وسماحته الكبيرة مع الجميع ، لكن عندما يرى كرامته تمرغ في التراب يتحول إلى وحش كاسر بعينين مغمضتين عن آخرهما .

المعلم بريك لم يكن يحسب أن يجد نفسه في يوم من الأيام وسط مشهد درامي حزين كهذا الذي يقف فيه الآن ، حتى أنه خيل إليه في لحظة من اللحظات أنه يمثل دورا في فيلم مغربي رديء . ما أشبه الواقع بالخيال
وبينما هو متجمد في مكانه مثل تمثال من النحاس يفكر في الرد المناسب الذي سيقدمه لمولاي المحفوظ ، رن هاتفه المحمول ، وعلى الخط جاء صوت عمه البشير الذي ألف أن يقضي لديه بضعة أيام في الغرفة التي يسكن فيها. كلما قدم إلى المدينة . أي مصيبة هذه يا إلاهي

المعلم بريك لا يحب أن يكذب ، لكن في لحظات الشدة يمكن أن يقترف الإنسان كل الكبائر التي يمكن أن تخطر على البال ! لذلك قال لعمه بصوت متكسر أنه يوجد في سفر طويل إلى مدينة أخرى ولن يعود إلا بعد عشرة أيام ! هو يعلم أن أمه التي تسكن في القرية رفقة أبيه وأختيه العانستين ستصاب بصدمة قوية إذا علمت أنه طرد من العمل ، ما دام أنه المعيل الوحيد للعائلة ، لذلك فلا بأس أن يكذب على عمه البشير ، ولو أدى ذلك إلى فقدانه بضع حسنات في ميزان الأعمال التي يدخرها ليوم الحساب في الدار الآخرة .
ولم يكد ينه المحادثة الهاتفية مع عمه حتى تناهى إلى سمعه صوت مولاي المحفوظ وهو يطالبه بجمع أمتعته بأقصى سرعة ، قبل أن ينادي على الشرطة
….وفي لحظة غضب عارمة انتفض بوسلام من مكانه مثل ثور هائج
….يتبع
فاس…. علي الورقي 31/08/2012

 

معدرة أصدقائي… آسف على نقض وعدي… أوت 5, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 10:51 م

مرحبا أصدقائي صديقاتي …

أولا أريد أن أشكركم جميعا بدون استثناء ، والحقيقة أنني

تفاجأت كثيرا بعدد الزوار الذين ظلوا يزورون هذه الصفحة البسيطة رغم أني أخبرتكم

بأنني لن أعود للكتابة فيها أبدا . فشكرا لكم ، وشكرا على وفائكم واهتمامكم …

سوف أصارحكم بأنني أشعر في هذه اللحظة التي أنشر فيها هذا الإدراج بالخجل من نفسي .

أنا محرج جدا ، وأشعر بأنني فقدت آخر ذرة من مصداقيتي …

أنا الذي وعدتكم قبل شهر فقط بعدم نشر أي مقال جديد على هذه المدونة البسيطة .

قلت لكم بأن الصمت سيعم هذه الصفحة إلى الأبد ، وقلت لكم أيضا بأنني سأكسر أقلامي

وأمزق أوراقي لأن ظروفي الشخصية لا تسمح لي بالكتابة .

ولكنني أجد نفسي اليوم مرغما على العودة . ظروفي لم تتغير ، وحياتي بقيت على حالها ، لكني قررت أن أعود .

قد تقولون بأنني لست سوى مجرد غدار لا يفي بوعوده ، وهذا من حقكم . لكن لي رجاء واحد ، وهو أن تعذروني .

أنا بحاجة إلى هذه الصفحة كي أفرغ عبرها كل الغضب الذي يتصاعد في صدري ، فهي بمثابة رئتي الثالثة التي تساعدني على التنفس عندما تختنق رئتي الأخريين .

أكيد أنكم عرفتم الآن سبب عودتي ، أنا عائد كوني خائف أن أختنق بسبب كل هذه الغيوم الداكنة التي تخيم على سماء هذا الوطن الغارق في مياه الحزن …

لن أكتب كثيرا ، فقط بضعة سطور مكونة من كلمات قليلة ومختصرة . لن أكتب سوى مرات قليلة في الشهر…

رجاء لا تلوموني ، ولكن لوموا هذه الظروف التي جعلتني أخلف وعدي رغما عني

فاس في 05/08/2012
بوتحنوت[url=http://www.0zz0.com][img]https://i0.wp.com/www12.0zz0.com/2012/08/05/22/214429817.png[/img][/url]

 

صفحة يوميات بوتحنوت في مهب الريح… جويلية 9, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 3:06 م

[url=http://www.0zz0.com][img]https://i0.wp.com/www12.0zz0.com/2012/07/09/15/503363395.jpg[/img][/url]كنت قد عزمت على إيقاف هذه الصفحة منذ مدة ، لكنني في كل مرة أجد نفسي عاجزا عن ذلك . وعندما أكملت أربعة أشهر ب 37 مقال في صباح اليوم الرابع من شهر ماي قلت مع نفسي بأن هذا هو الوقت المناسب لإيقافها بشكل نهائي . ولم تكد تمر يومان حتى وجدت نفسي أنشر إدراجا جديدا . القضية أصبح فيها نوع من الإدمان…
أحد أصدقائي قال لي بأنني لن أستطيع التوقف عن الكتابة ، لأن الكتابة بكل بساطة بلية يستحيل التخلص منها بسهولة . كلام صديقي كان صحيحا ، لكن عزيمتي هذه المرة ستكون أقوى ، وستكون هذه السطور القليلة آخر شيء أكتبه هنا…
كان من الممكن أن أنسحب في صمت ، لأني أكره أن أتحدث عن نفسي ، لكني في المقابل لا أريد أن يضيع القراء الأوفياء الذين يزورون هذه الصفحة باستمرار وقتهم في البحث عن الجديد ، فمنذ اللحظة لن يكون هناك جديد…
لا بد أنكم ستتساءلون عن السبب الذي جعلني أقرر التوقف عن الكتابة هكذا ، وبما أنني أحب أن أكون واضحا جدا عندما أبرر قراراتي ، سأخبركم بكل صراحة أنني سأفعل ذلك لأن ظروفي الشخصية لم تعد تسمح لي بالاستمرار . إذا أردت أن تكتب يجب عليك أن تكون متتبعا لما يجري على الساحة ، هذا يفرض عليك أن تشتري الجرائد والمجلات … وتخصص جزءا من أجرتك الشهرية لاٍحدى شركات الإنترنت . كنت أفعل ذلك في الماضي بدون تفكير ، واليوم قررت أن أراجع أوراقي من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة ، ووجدت أنني ملزم بالتوقف فورا ، اليوم وليس غدا…
فهذه الصفحة في نهاية المطاف لن تحملني إلى المستشفى إذا أصابني مكروه لا قدر الله ، ولن تسدد الالتزامات المادية التي تربطني بحياتي الشخصية ، ولن تنفعني في شيء عندما أذهب إلى السوق من أجل اقتناء سروال أو قميص أو في تسديد واجب كراء الحانوتة . لذلك سأتوقف رغما عني…
عندما تعيش في المغرب يجب عليك أن تكون جديا أكثر من اللازم ، أن تفكر فقط في كيفية الحصول على قوتك اليومي وترمي هواياتك وأحلامك الصغيرة في سلة النسيان ، وتضع أمام عينيك على الدوام ذلك المثل الذي يقول بأن ” اللي ما عندو الفلوس كلامو مسوس ” . إنها واحدة من ضرائب الانتماء إلى هذا الوطن الحزين الذي يتحكم فيه أشخاص بلا مشاعر ولا أحاسيس ، ولا تعرف الرحمة إلى قلوبهم سبيلا . هذا إن كانت لديهم أصلا قلوب…
لا أريد أن أزرع اليأس في نفوس الآخرين ، ففي النهاية لكل واحد منا ظروفه الخاصة ، وإذا كانت ظروفي أنا على هذه الدرجة من السوء فهذا لا يعني بالضرورة أن ظروف الجميع سيئة مثل ظروفي…
الآن ينتابني شعور كذلك الذي يحس به أي إنسان عندما يقف في محطة الحافلة أو القطار لتوديع صديق عزيز…
أريد أن أشكر كل الذين زاروا هذه الصفحة ولو لمرة واحدة ، أولائك الذين تركوا تعليقاتهم المشجعة هنا … أولائك الذين بعثوا إلي برسائلهم الرقيقة عبر الفايسبوك…
أريد أن أشكر الجميع ، أن أشكرهم أكثر وأكثر ، لكني لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن شكري الجزيل ، لذلك سأكتفي بالصمت … الصمت نفسه الذي سيسكن هذه الصفحة إلى الأبد…
09.07.2012
أخوكم علي الورقي

 

بوتحانوت وصديقه الحاج المراهق…1/2 جويلية 3, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 4:58 م

بدأت أكره “سي الحاج” لتصرفاته الصبيانية. لم أجد بعد فرصة لأكركبه وأتخلص منه. كل الذين يعرفونه أوصوني بأن أحضي منه كثيرا لأنه غدّار.
الآنسة (ح)، موظفة في البادية، تعرفه هي الأخرى. لا تكاد تكفّ عن سبّه وشتمه، في غيابه طبعا، رغم أنه يوصلها –أحيانا- إلى مقر عملها على متن سيارته.. لكن المفاجأة أن “سي الحاج” فضحها.. أقرّ لي بأنها واحدة من إحدى عشيقاته.. يا لها من منافقة!
كثيرا ما عرض عليّ “سي الحاج” أن أرافقه عند إحدى عشيقاته. لم أرافقه ولا مرة واحدة. في بعض المرات يضرب مسافة طويلة من أجل ملاقاة إحداهن في مدينة أخرى، ويمكث هناك أياما. كنت أنصحه وأبالغ في نصحه بأن يُقلع عن الفساد ويتوب ولكن رأسه أقسح من الحجر. لم يكن يقابل نصحي له إلا بالسخرية مني ونعتي بالمُعـقـّد…
عشيقاته كثيرات. أكاد أعرفهن جميعا. كانت كل واحدة منهن تأخذ من عندي كل ما تريد من سكر وزيت ودقيق.. وماكياج… واحدة فقط هي التي تقطع فيه الحس، هي زوجته الثانية…
كان أخي الصغير يعمل معي في الدكان. قال لي ذات يوم إن “سي الحاج” يسرق النقود من القابطة.. وقد رآه من خلال شق وراء الثلاجة وهو يفتح (لاكيس) في غفلة مني.. لكني استبعدت أن يكون “سي الحاج” سارقاً وهو في غنىً عن ذلك، وكم وبّخت أخي على ذالك الإفتراء…
في ذلك المساء، فاجأت “سي الحاج” وهو يفتح (القابطة) ويمسك في يده بورقة عشرين درهما، وعندما رآني أطلقها من يده وهمّ بالخروج فوراً دون أن ينبس ببنت شفة.. أما أنا فقد بقيت مشدوها ومتسمرا في مكاني، لا صوت ولا صورة، ولم يُصرط لي ذلك الفلاش أبدا…
آنذاك أدركت –متأخرا مع الأسف- أن أخي كان على حق. وسقط “سي الحاج” من عيني إلى الأبد…
فاس في 02.07.2012

 

بوتحانوت وصديقه الحاج المراهق….1. جوان 27, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 6:09 م

كان يعتكف طيلة النهار أمام دكاني . كرهتُ منه ذلك وما كنت لأتحمله لولا صُحبة قديمة بيني وبينه. لكم أشعر بالغيظ عندما أراه يَنُـكُّ على من هي في مثل سن إحدى بناته.. كثيرات هن النساء اللواتي اشتكين منه، قلن لي: “إذا لم تطرد ذلك المراهق وتمنعه من الجلوس أمام حانوتك فسوف لن نأتي لنتقضى من عندك”…
أذكر ذات مرة أن معلمة أتت عندي لتتقضى فوجدته جالسا أمام الكونتوار، وكان يُطلّع معها عينيه ويهبّطهما كعادته، فخجلت من ذكر اسم ما تريده، ثم قالت في ضيق شديد: “ماذا يقابل كلمة دائما بالإنجليزية؟” أجبتها بصوت خافت: (أولويز). فقالت: “هاتها إذن واسترها في ميكة كحلاء”…
لم أستطع أن أطرده. خجلتُ مكانه. الأجدر بمن هو في مثل عمره ألا يبرح المساجد، وأن يلازم وِرْدَهُ ولا ينطق إلا بذكر الله.. ثم إنه حاج يا حسرة ! لا، حاشا أن يكون الحجاج مثله. قلت له هذا مرارا وتكرارا ولكن لا حياة لم أنادي.
أعرفه منذ مدة . تشاركنا الطعام وترافقنا في السراء والضراء. وعندما يسافر إلى الخارج يوصيني بأن أتهلى في أهله وأمدهم بكل ما يطلبونه ريثما يعود.. لكن رجلاه خرجت من الشواري منذ أن صار يلبس الطاقية والجلباب…
له أربعة أولاد، كلهم صدرهم نحو الخارج. وله أيضا ثلات بنات. في وقت ما كان قد لمح لي بأنه سيزوجني بأصغر بناته، لكنها لم تعجبني، أقصد تلك الفكرة. وفي الحقيقة، ولا واحدة من بناته تعجبني.. قلت له ذلك، نعم قلت له ذلك…
تزوج الخبيث امرأة أخرى سرا. زوجته الثانية تعرف كيف تنتفه رغم أنه بخيل. بالنهار، كانا يلتقيان أمام دكاني ليعطيها المصروف، وبالليل كان يعرج إلى بيتها، فيلتقيه الناس ويسألونه: “إلى أين أنت غاد في هذا الليل يا عمي الحاج؟” فيجيبهم بأنه يقصد المسجد.. فيتكرشخون بالضحك.. لأنه لا مسجد في ذلك القُنت الذي يقصده…
في رمضان، لم يكن يجلس خارج الحانوتة إنما كان يدخل ويجلس مكاني قرب (لاكيس). كان يأكل دانون أمام الملأ وهم صيام.بدعوى أنه مصاب بداء السكري. يمدّ رقبته ليرى ويسمع كل امرأة تأتي عندي للتّبضُّع، وعندما يسمع حِسّ الرجال، يتراجع إلى الوراء في حركة تشبه تلك التي يقوم بها (الفكرون) عندما يدخل رأسه في قوقعته…
يــــتــــبـــع….
فاس في 26.06.2012

 

ذكريات الطفولة.(الحلقة الأخيرة…). وداعا الطفولة.. جوان 20, 2012

Filed under: Uncategorized — aratn @ 7:05 م

[url=http://www.0zz0.com][img]http://www13.0zz0.comأول صدمة عاطفية تلقيتها في حياتي كانت ذات عشية، كنت ذاهبا كالعادة إلى الملعب الذي نلعب فيه الكرة كل مساء ، وقبل الوصول إلى الملعب كان علي أن أمر بجانب الندر الذي تجلس فية فتيات الدوار.غالبا تجلس هناك فاطمة، كلما اقتربت من الندر أقوم بنفس الحركات المعتادة ، أرفع يدي وأمررها على شعري المبلل بالماء كي أتأكد من أنه ما يزال محافظا على التسريحة التي وضعته عليها أمام المرآة المعلقة في فناء بيتنا ، ثم تتسارع دقات قلبي ، وأشعر بالسعادة تخرج مع الأنفاس المتدفقة من رئتي العاشقة ، لكن في هذه العشية الحزينة سيتغير كل شيء رأسا على عقب كما يقول أهل اللغة ، سوف يتوقف قلبي عن الخفقان بالحب ، وستكف رئتي عن إطلاق أنفاسها المغمورة بالحب البريء ، وسيخيم علي الحزن بستائره القاتمة . لماذا ؟ لأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن…
عندما وصلت إلى الندر الذي تجلس فيه الفتيات رأيت مشهدا مروعا ، اميرة أحلامي جالسة رفقة شاب يكبرني بقليل تتبادل معه أطراف الحديث، فيما باقي الفتيات يرقبن المشهد. ما الذي يحدث يا إلاهي ؟
وبينما أنا متسمر في مكاني مثل تمثال حجري جاء صوت صديقي محمد من الخلف وهو يلقي علي التحية ، وعندما سألته عن الذي يحدث أجابني بأن فاطمة وذلك الشاب يحبان بعضهما. قال اٍن صديقته هي من أخبرته بذلك…
– ماذا تقول ؟
– كما سمعت ….
هل تمازحني…؟؟
أقسم بالله أن صديقتي هي من أخبرني بذلك…
كان جواب صديقي محمد مثل سهم حارق يخترق كياني الصغير بلا رحمة ، ومع ذلك لم أصدقه ، وظللت متسمرا في مكاني برفقته متمسكا بخيط رقيق من الأمل في أن يكون كلامه غير صحيح ، إلى أن أتت عندي اٍبنة عمي لكي تواسيني مشفقة عني ثم سمعتني الحقيقة المرة …صديقي محمد كان على حق، ورغم أني كنت قريبا من المشهد إلا أني لم أكن أرى وجه فاطمة بالوضوح التام بسبب الضباب الذي كانت تحدثه قطرات الدموع التي بدأت تتجمع في عيوني ، كنت أتمنى لو أن المشهد ليس سوى حلما ككل الأحلام التي رأيتها في منامي ، لكنه مع الأسف لم يكن كذلك ، وجاء الصوت الهامس الذي يأتي لوسوس في دواخلي في لحظات الحزن ليؤكد لي أن فاطمة لاتحبني حقا ، وأن المشهد صحيح ولا تعتريه ولو ذرة واحدة من الشك…
بعد انصرافي، شعرت بالضياع يغمرني من كل جانب ، لا شيء عاد يهمني ، شهيتي تجاه الطعام انغلقت عن آخرها ، والابتسامة التي لم يسبق لها أن فارقت وجهي منذ أن اجتاحتني بوادر الحب الأولى تحولت إلى حزن عميق أشبه بصباحات الخريف، والملعب الذي كنت ذاهبا إليه لأستمتع بالكرة وقبل ذلك الاستمتاع برؤية وجه فاطمة الأبيض الدائري لم تعد لدي أدنى رغبة في الذهاب إليه ، بل صرت أكرهه كرها شديدا ، وكرهت ذلك الشاب وذلك النذر وحتى صديقي محمد، والقرية برمتها صارت بالنسبة لي مثل زنزانة ضيقة ما فتئت جدرانها الباردة تضيق علي يوما بعد يوم . ما أصعب أن يعيش الإنسان في هذه الحياة بدون حب…
في تلك الليلة سهرت إلى وقت متأخر جدا ، النوم لم يكن يريد أن يقترب من عيوني ، أو بالأحرى كانت الأحلام الوهمية هي التي تبعده بشراسة ، أفكر في المدينة وأجوائها… وظللت أفكر إلى أن غلبني النوم…
وفي الصباح عشت لحظات قاسية عندما ودعت أمي ، قطرات من الدموع انهمرت على خديها ، ويدها كانت ترتعش عندما وضعت فوقها قبلة الوداع الطويلة ، لكن الدنيا هكذا هي دائما كما قال لي أحد أصدقائي ذات يوم ” سعادة وحزن ، وفرحة ودموع…
ومنذ تلك اللحظة ودعت عالم الطفولة ، ودخلت إلى عالم الكبار ….وداعا أيتها الطفولة…
النهاية.
علي الورقي
فاس في.20.06.2012